رصد خطاب الكراهية

منشور على « فيسبوك » يحمل خطاب كراهية موجّه ضدّ سود البشرة

تعريف خطاب الكراهية

تعرفه الأمم المتحدة عمومًا بأنه أي نوع من الاتصال الكلامي أو الكتابي أو السلوكي الذي يهاجم أو يستخدم لغة تحقيرية أو تمييزية مع الإشارة إلى شخص أو جماعة على أساس ما هم عليه أو على أساس دينهم أو إثنيتهم أو جنسيتهم أو عرقهم أو لونهم أو أصلهم أو جنسهم أو أي شكل آخر من أشكال هُويتهم. وقالت كروسياني إن هذا الخطاب غالبًا ما يكون متجذرًا ويولد التعصب والكراهية في بعض السياقات، كما يمكن أن تكون النتائج مؤذية ومسببة للانقسام

    IPSI4CHECK رصد فريق 

على منصة فيسبوك منشور يتكوّن من صورتين مركّبتين في شكل مقارنة زمنية، تُظهر في القسم الأول مشهدًا من تجارة العبيد مع أسعار مكتوبة بالدولار الأمريكي (4$ و6$)، وفي القسم الثاني صورة لاعبين ذوي بشرة سوداء تحت عبارة “2025” مع رقم مالي ضخم (4000000000$).
المنشور مصحوب بتعليق: “ملعون أبو التضخم 

💔

التاريخ: 20 أكتوبر 2025
Facebook :   المنصة
اسم الصفحة: سرداب القحطاني – أرشيف الوسائط 1.0
عدد التفاعلات: 11.916 إعجاب – 582 تعليق – 528 مشاركة (حتى لحظة الرصد)

يحمل هذا المنشور دلالات وإيحاءات عنصرية واضحة، إذ يقارن بين تاريخ استعباد أشخاص سود البشرة و قيمتهم 

الاقتصادية الحالية في عالم الرياضة في سياق ساخر ومه
يدخل هذا الخطاب خانة خطاب الكراهية لأنه 

يربط بين لون البشرة وقيمة الإنسان المالية

يسخر من تاريخ جماعة عانت من الاستعباد.

يُهين بشكل غير مباشر أشخاصًا أو جماعات على أساس لونهم/عرقهم

حقق المنشور نسب تفاعل مرتفعة (حوالي 12 ألف تفاعل و500 مشاركة)، ما يدل على انتشاره الواسع. هذا الحجم من التفاعل يزيد من احتمالية تضخيم الرسائل العنصرية من خلال خوارزميات فيسبوك التي تروّج للمحتوى الذي يثير الانفعالات والجدل
لم يُنشر  المنشور  في حساب شخصي بل في مجموعة عامة مفتوحة.
وبالرجوع إلى وصف المجموعة (كما هو موضح في الصورة المرفقة)، نلاحظ وجود:عبارات عنصرية وتمييزية صريحة في الوصف.استخدام مصطلحات تقلل من قيمة فئات بشرية وتصفهم بعبارات دونية.ترويج لأفكار عنصرية في شكل   حقائق  مزعومة.هذا يدل على أن المجموعة لا تكتفي بخطاب كراهية فردي، بل تُشكّل فضاء منظّمًا لتغذية الكراهية ونشرها بشكل ممنهج.
تعتمد خوارزميات Facebook على قياس التفاعل (إعجابات، تعليقات، مشاركات) لتحديد مدى انتشار المنشورات. المنشورات التي تُثير الجدل أو تحمل مضامين صادمة، بما في ذلك خطاب الكراهية، تحصل على دفع تلقائي في الخوارزمية، مما يزيد من انتشارها ويمنحها قابلية وصول أوسع.في هذه الحالة، اكتفت المنصة بوضع غلاف تحذير “محتوى حساس على الصورة المنشورة، من دون حذفها أو تقييد انتشارها. وبهذاحمَّلت المنصة المستخدم وحده مسؤولية اتخاذ القرار بمشاهدة المحتوى من عدمهسمحت بانتشار المنشور على نطاق واسع رغم طبيعته العنصريةتعاملت مع خطاب الكراهية كما لو كان مجرد «محتوى مزعج، وليس خطابًا مؤذيًا يهدد السلامة والكرامة الإنسانية.كما أن المنصة لم تُفعّل أدواتها الرقابية بشكل فعّال باللغة العربية، وهو ما يعكسضعف قدرات الكشف الآلي لخطب الكراهية في السياقات العربية والمغاربية 
يشكل التطبيع  مع  خطاب الكراهية ضد أصحاب البشرة السوداء في الفضاءات الرقمية خطرًا يهدد السلامة الاجتماعية حيث تُعَدّ هذه الممارسات أرضًا خصبة لـ تعزيز الصور النمطية السلبية والإقصاء الاجتماعي، وقد تتجاوز تبعاتها حدود المنصة لتشجيع التنمر أو حتى العنف الرمزي في الواقع. والأخطر من ذلك هو أن استمرار هذا الخطاب يخلق بيئة رقمية معادية ومستبعدة لفئات محددة، مما يقوض مبادئ الشمولية والتنوع داخل هذه المنصات

ولمواجهة هذه التأثيرات الخطيرة، لا بد من التحرك الفوري واتباع مسار عمل واضح، يبدأ بضرورة توثيق المنشور وبيئة المجموعة بشكل شامل (من خلال لقطات الشاشة والروابط وتاريخ الرصد)، ومن ثم الإبلاغ الفوري عن المنشور والمجموعة لإدارة المنصة باعتبارهما ينشران خطاب كراهية عنصريًا صريحًا ويتطلب الأمر أيضًا دعوة إدارات المنصات بشكل مستمر إلى تفعيل آليات رقابة استباقية أكثر فعالية، بالإضافة إلى دعم مبادرات الرصد المستقل التي يقوم بها المجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية، وصولًا إلى الأثر الأعمق المتمثل في نشر حملات توعية مضادة وفعالة لمكافحة هذا الخطاب الممنهج

قد ترغب أيضًا في قراءة المزيد من المقالات

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *