رصد خطاب الكراهية

رصد خطاب كراهية: منشور للفنان سمير العڨربي

المنصة: فيسبوك
الصفحة الناشرة: الحساب الرسمي للفنان سمير العڨربي
تاريخ النشر: أكتوبر 2025
عدد التفاعلات: أكثر من 200 تفاعل و80 مشاركة تقريبا

مضمون المنشور

نشر الفنان سمير العڨربي تدوينة على صفحته الرسمية في فيسبوك تضمنت هجومًا على القائمين على حملة بيئية بمدينة قابس، استخدم فيها أوصافًا مهينة ومسيئة مثل:

“الحولة والعورة والواسعة والعريضة والبولالة والمريضة والشلاكة والعيفة والمنتنة والجيفة”.

وأضاف في نهاية التدوينة إشارة إلى أن إحدى المشاركات في الحملة كانت قد “قامت بمحاولات انتحار”، في سياق تهكمي وانتقاصي.

تحليل الخطاب وفق المعايير الدولية (خطة عمل الرباط – مبادئ كامدن):

1- النية

تُظهر صيغة الخطاب نية واضحة في التحقير والإهانة الجماعية، من خلال تعبيرات تحمل شحنة ازدراء وسخرية من مظهر أو وضع ناشطي الحملة البيئية.
النية هنا لا تبدو نقاشًا بيئيًا أو فنيًا، بل تجريحًا شخصيًا يحمل مضمونًا إقصائيًا.

  1. المحتوى والسياق:

المحتوى يتجاوز حرية التعبير المشروعة إلى الإساءة اللفظية العلنية لفئة من المواطنين في مدينة قابس المعروفة بمعركتها ضد التلوث الصناعي.
السياق العام مرتبط بنقاش بيئي حساس، ما يجعل الخطاب أكثر خطورة لكونه يستهدف فئة ناشطة في قضية عامة ذات بعد إنساني.

3-هوية المتحدث

المتحدث فنان معروف وله حضور إعلامي، ما يمنح تصريحه تأثيرا جماهيريا واسعا ويزيد من احتمال انتشار الخطاب وتطبيعه اجتماعيا.

4-هوية المستهدف

المستهدفون هم ناشطو الحملة البيئية وسكان قابس بصفة غير مباشرة، ما يعني أنّ الخطاب موجّه ضد فئة محددة يمكن تمييزها، أي أنه تمييز جماعي على أساس النشاط المدني أو الانتماء الجغرافي.

5-احتمال الضرر :
هذا النوع من الخطابات يمكن أن يؤدي إلى:
*تشويه صورة المجتمع المدني.
*تعميق الوصم والتمييز ضد فئة من النشطاء.
*إضعاف المشاركة العامة في القضايا البيئية مستقبلاً.

التصنيف:

بناء على معايير خطة عمل الرباط، يصنّف المنشور ضمن:

خطاب كراهية لفظي ومهين ذو طابع تمييزي،
لا يرتقي إلى التحريض على العنف المباشر، لكنه يمسّ بالكرامة الإنسانية ويعزز الكراهية ضد فئة محددة من المواطنين.

تدوينة الفنان سمير العڨربي تمثل نموذجا لخطاب الكراهية اللفظي الذي يمسّ بكرامة فئة من المواطنين، ويتعارض مع مبادئ حرية التعبير المسؤولة كما وردت في مبادئ كامدن (2009) وخطة عمل الرباط (2012).
حرية التعبير لا تُستخدم للتجريح أو الإهانة، بل لحماية الحق في النقاش العام القائم على الاحترام والاختلاف البنّاء.

قد ترغب أيضًا في قراءة المزيد من المقالات

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *