خطاب نتنياهو أمام الكنيست: كيف تحوّل إلى موجة جدل رقمي حول غزة؟
السياق:
في 13 أكتوبر 2025 ، ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطابًا أمام الكنيست، تطرّق فيه إلى الأوضاع الأمنية في المنطقة، وخاصة في غزة.خلال الخطاب، استخدم نتنياهو لغة حادة في حديثه عن حركة حماس وعن العمليات العسكرية، مع تأكيده على استمرار “الحرب على الإرهاب حتى تحقيق الأمن الكامل”.
بُعيد الخطاب، انتشرت مقاطع مقتطعة منه على مواقع التواصل الاجتماعي (خصوصًا على X وتيك توك وإنستغرام)، وقد حصدت ملايين المشاهدات خلال ساعات.العديد من المستخدمين، خاصة في العالم العربي، اعتبروا أن نبرة الخطاب كانت عدائية تجاه المدنيين في غزة، فيما رأى آخرون أنها تصريحات دفاعية في إطار الأمن القومي الإسرائيلي.
نتيجة الرصد والتحليل:
من خلال تتبّع انتشار الخطاب على المنصات الرقمية، يمكن ملاحظة عدّة عناصر:
- انتشار مجتزأ للمحتوى:
أغلب المقاطع التي تم تداولها كانت مقتطفات من ثوانٍ معدودة، غالبًا خارج سياقها الكامل، ما جعلها تُفهم على نحوٍ أكثر تصعيدًا.
- تفاعل عاطفي مكثف:
الهاشتاغات المرتبطة بالخطاب (#نتنياهو #غزة #UNGA2025) جمعت أكثر من 12 مليون مشاهدة خلال 48 ساعة، وفق إحصاءات منصّة X، مع تعليقات غاضبة من جهة، ومؤيدة من أخرى.
- المنصات العربية مقابل الأجنبية:
بينما ركّزت القنوات الغربية على الجوانب الأمنية والسياسية للخطاب، ركّزت صفحات عربية على الجانب الإنساني وتأثير العمليات العسكرية في غزة، ما زاد من الاستقطاب في التفاعل الرقمي.
- التحقق من المضمون:مراجعة النص الكامل للخطاب المنشور على موقع رئاسة الوزراء الإسرائيلية تظهر أن بعض المقاطع المتداولة لم تَرِد بالصيغة التي انتشرت بها، بل خضعت للمونتاج وإعادة الترتيب لإبراز “نبرة الكراهية” بشكل مبالغ فيه.
الخلاصة:
الجدل حول خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة يُعدّ مثالًا واضحًا على كيف يمكن لمضمون سياسي رسمي أن يتحوّل في الفضاء الرقمي إلى ظاهرة إعلامية مستقطبة.
اختلاف الترجمات، وانتشار المقاطع المجتزأة، وسرعة التفاعل، جعل من الخطاب حدثًا رقميًا بامتياز أكثر منه حدثًا سياسيًا.
تُظهر هذه الحالة أهمية الرصد الإعلامي النقدي وفهم آليات النشر والتحريف في زمن التواصل الفوري.
المصادر:
الموقع الرسمي قناة الغد ( يوتيوب)
الموقع الرسمي لقناة الحدث

